الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد توافد عدد من الإرهابيين على تونس: معطيات خطيرة عن سوابقهم ومخططاتهم.. وهــذه الاجــراءات فـي انــتـظـارهـم

نشر في  04 جانفي 2017  (10:32)

لازال جدل عودة المقاتلين الإرهابيين التونسيين من بؤر التوتر والنزاع قائما وملقيا بظلاله على المشهد العام وسط تباين وتناقض واضحين صلب مواقف السياسيين بين مساندين صراحة لهذه العودة بتعلة نص دستوري يحجّر منع عودة أي تونسي إلى أرض الوطن بمن في ذلك الإرهابيين وبين منددين ورافضين لها خوفا على سلامة البلاد والعباد..  
وقد جدد الرئيس الباجي قائد السبسي في كلمة وجهها للشعب التونسي في نهاية العام، تأكيده على أن قانون الإرهاب سيطبق بحق التونسيين العائدين من بؤر القتال وأنهم لن يتم استقبالهم بالزهور وفق تعبيره، موضحا أن السلطات ستعامل العائدين منهم بحزم، وستحاكمهم فور عودتهم إلى البلاد في حزمة جديدة من الإجراءات الصارمة وسط قلق متزايد من عودة المتطرفين من العراق وسوريا..

فيما جدّد رئيس الجمهورية حزمه في هذا الجانب فإنّ التونسيين مازالوا إلى اليوم يعبرون عن خشيتهم من عودة الإرهابيين التونسيين الذين تنكّروا إلى وطنهم وباعوا كل القيم الإنسانية والبشرية لغايات وحشية غير آدمية قذرة، هذه الخشية باتت تتفاقم يوميا في ظل تصريحات «لامسؤولة» من قبل قيادات سياسية عرفت بازدواجية مواقفها..
أخبار الجمهورية في إطار قضية جلب الإرهابي الخطير «وناس بن حسين» (وكذلك اشارات عن وجود حالات أخرى مماثلة) ارتأت تسليط الضوء على هويته وجرائمه الإرهابية فكرا وممارسة لعلّ الداعين إلى مراعاة حقوق الإنسان تجاه زمرة من «اللاّبشر» الذين ضربوا بالإنسانية عرض الحائط لعلّهم يراجعون مواقفهم..
علما وأنّ وزارة الداخلية أكّدت في بلاغ لها أنّ أجهزتها تمكنت يوم الأحد 01 جانفي 2017  في إطار عملية تنسيق استخباراتي، من جلب الإرهابي الخطير المذكور المدعو «وناس بن حسين بن محمّد الفقيه حسين» الذي كان متحصنا بالفرار بالخارج، مشدّدة على أنّ المعني على ارتباط بالعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو محل 29 منشور تفتيش من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي وتسيير شبكات وخلايا نائمة لتنفيذ عمليّات إرهابيّة.

من هو الإرهابي وناس الفقيه؟

وبالبحث تبيّن أن وناس الفقيه الملقب بأسد الدعوة وفارس منابر المهدية هو أحد أبرز قيادات تنظيم أنصار الشريعة المحظور، من مواليد 1982 أصيل ولاية المنستير عرف بتبنيه للفكر السلفي الجهادي نشط في عديد الخيمات الدعوية بعد الثورة وقام بالإمامة في أحد المساجد الخارجة عن سيطرة الدولة سنة 2012.
تم إيقافه سنة 2013 بتهمة تحريض الشباب على الجهاد والسفر إلى بؤر التوتر وقد أودع بسجن المرناقية ليتم إطلاق سراحه بعد ذلك اثر صدور حكم بعدم سماع الدعوى في حقه.
وفي شهر أكتوبر 2013 غادر «وناس الفقيه» إلى ليبيا ثم إلى تركيا ومنها إلى سوريا والتحق للقتال في صفوف جبهة النصرة لتنقطع أخباره منذ ذلك الوقت.
وناس الفقيه هو أمير السلفية الجهادية في تونس والعنصر الإرهابي الخطير الذي التحق بجبهة النصرة في سوريا للقتال بعد أن أطلق القضاء التونسي سراحه وصدر في شأنه حكم بعدم سماع الدعوى في جويلية 2013.

 من مدمن كحول إلى محرض على الجهاد في سوريا ومفت لعملية باردو

ومن المعلومات الخاصة جدا التي تحصلت عليها أخبار الجمهورية ونشرناها في ملف خاص سابق للزميلة سناء الماجري، هي أن القيادي البارز في تنظيم أنصار الشريعة وناس الفقيه  البالغ من العمر 35 سنة، عرف قبل الثورة بارتياده للملاهي الليلية وعرفت عنه براعته في الرقص الغربي، كما أن مظهره كان مريبا حيث كان يرتدي الأقراط وهو من مدمني الكحول.
وناس الفقيه من طبلبة، لم يسجن قبل الثورة، لكن بعدها تحول إلى أبرز المناصرين للسلفية الجهادية وبافتكاكه للإمامة بمسجد برج بن عريف في 2013 عرف بتحريضه للشباب للجهاد بسوريا، وكان الفقيه من المبايعين لأيمن الظواهري ولتنظيم القاعدة ومن المعجبين بأسامة بن لادن.
 مع العلم أنه القي القبض على الفقيه في ماي 2013 على خلفية المواجهات التي جرت بين قوات الأمن من جهة وأعضاء تنظيم أنصار الشريعة في ولاية المهدية، بسبب قرار وزارة الداخلية منع إنعقاد الملتقى السنوي الثالث لأنصار الشريعة بمدينة القيروان، ورفض منحهم الترخيص اللازم لذلك..

تخلى عن كرسيه المتحرّك بمجرّد خروجه من السجن!

وأودع  الإرهابي الفقيه بسجن المرناقية حيث خاض إضراب جوع وتدهورت حالته الصحية مما اجبره على التنقل على كرسي متحرك وقد ضغط تنظيم أنصار الشريعة قبل أن يصبح محظورا لإطلاق سراحه ومن الغريب انه بمجرد خروجه تخلى عن الكرسي المتحرك وتحوّل للجهاد بسوريا، ويعتبر وناس المحرّض المباشر والمفتي لعملية باردو الإرهابية التي راح ضحيتها آنذاك 22 قتيلا و45 جريحا جميعهم من السياح الأجانب.
وكان الفقيه قد نشر فيديو قبل ساعات من عملية باردو أعلن فيه أن سوق الجهاد قد أقيم في تونس داعيا الشباب إلى النفير و الالتحاق بمن اسماهم بالجهاديين في الجبال.
وقد كشفت الأبحاث أن الفقيه كان على اتصال دائم بالإرهابي الخطير نور الدين شوشان المتهم الرئيسي بقيادة خلية سوسة الإرهابية الضالعة في محاولة اغتيال رضا شرف الدين وقتل عون أمن وعملية «نزل الامبريال» الإرهابية..
 من جهة أخرى كشفت التحقيقات الأولية في قضية التخطيط لاغتيال وزير الداخلية الهادي مجدوب عن تورّط الإرهابي التونسي وناس الفقيه الذي أعلن انضمامه إلى تنظيم داعش الإرهابي والمورط في عديد القضايا ذات الصبغة الإرهابية كما بينّت التحقيقات أن المعني بالأمر هو من أعطى تعليمات للخلايا الإرهابية النائمة بالمنستير لاغتيال الوزير.
وكان قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب قد أصدر مؤخرا 19 بطاقة إيداع في حق عناصر تم إيقافها ضمن المجموعة الإرهابية التي كانت تعد لاستهداف «شخصية سياسية متقلدة مسؤولية هامة في الدولة وأحد مقرات السيادة والعديد من الإطارات الأمنية» وقد شملت بطاقات الإيداع 6 نساء من هذه المجموعة.

هذا ما كشفه الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة  الإرهاب..

وفي اتصال جمع أخبار الجمهورية بسفيان السليطي المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس والناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب حول عملية جلب الإرهابي الخطير وناس الفقيه، أكّد محدّثنا أنّ تونس تسلمت الإرهابي المذكور بعد أن تمّ ترحيله من بلد «النيجر» مشيرا إلى أن النيابة العمومية أذنت بالإحتفاظ به بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب وهو حاليا في حالة احتفاظ بقرار من النيابة العمومية ومتعهدة به الوحدات المختصة للنظر في جرائم  الإرهاب وفي حقه العديد من مناشير التفتيش على مستوى الوحدات الأمنية وقضاة التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب..
وقال السليطي انّ وناس الفقيه يعتبر عنصرا إرهابيا خطيرا، واسمه مذكور ضمن خلية المنستير الإرهابية المورّطة في ملف قضية التخطيط لاغتيال وزير الداخلية الهادي مجدوب..

الإرهابيان معز الفزاني ونصر الدين بن ذياب على الخط..

وفي إطار عملية جلب العناصر الإرهابية الخطيرة إلى تونس أكد المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس والناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة  الإرهاب سفيان السليطي، أن تونس تسلمت مؤخرا من السلطات السودانية، المدعو معز الفزاني المورط في قضايا إرهابية وذلك بناء على بطاقات الجلب الوطنية والدولية ومناشير التفتيش الصادرة في حقه.
وأضاف السليطي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الفزاني يعد من أهم قيادات التنظيم الإرهابي «داعش»، وكان حلقة الوصل التي يمر بها أغلب العناصر الإرهابية التي يتم توجيههم إما إلى سوريا أو لتلقى تدريبات عسكرية في ليبيا ، ثم العودة إلى تونس للقيام بعمليات اغتيال وهجمات إرهابية تستهدف أمن البلاد.
كما تورط الفزاني، وفق المصدر ذاته، في التخطيط لعملية متحف باردو الإرهابية (18 مارس 2015)، و محاولة تفجير روضة الحبيب بورقيبة بالمنستير (30 أكتوبر 2013).
وقد أذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ به، وعهدت إلى الوحدات المختصة في الجرائم الإرهابية بمواصة التحقيقات .
وتجدر الإشارة إلى أن تقارير صحفية ذكرت أنه تم القبض على معز الفزانى مؤخرا في السودان بمساعدة ايطاليا التي أدانته بتهمة القيام بأنشطة إرهابية فوق أراضيها، مبينة أن زعيم تنظيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي كلفه بضرورة مغادرة ليبيا نحو إيطاليا للإشراف على خلية إرهابية هناك استعدادا لتنفيذ بعض المخططات، ولكن تم إلقاء القبض عليه بمساعدة عناصر قامت بعد ذلك بنقل معلومات عنه للمخابرات الإيطالية والليبية والسودانية ما سهل عملية الإطاحة به.
كما أفادت التقارير الصحفية بأن الفزاني كشف خلال التحقيق معه عن أسماء خطيرة شاركت معه في المخططات الإرهابية سواء في تونس أو ليبيا أو مناطق أخرى.

 من هو الإرهابي نصر الدين بن ذياب الذي تسلّمته تونس من ايطاليا؟

من جهة أخرى أكد المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس والناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الارهاب سفيان السليطي، أن تونس تسلمت مؤخرا من السلطات الايطالية، المدعو نصر الدين بن ذياب (23 سنة) ، والمتهم في قضايا إرهابية
وأضاف المصدر ذاته في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ، أن النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أذنت للوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بالإدارة العامة للأمن الوطني بالقرجاني، بالاحتفاظ بذياب الذي أعلن مؤخرا مبايعته لتنظيم «داعش» الإرهابي.
كما أفاد السليطي، بأن الموقوف انصهر ضمن خلية جهادية بضواحي مدينة ميلانو الايطالية التي تضم العديد من الجنسيات الأجنبية، مشيرا إلى أن هذه الخلية كانت بصدد التخطيط للقيام بعمليات نوعية في تونس وخارجها.
هذا وأكّدت صحيفة ايطالية أن وزارة الداخلية الايطالية رحلت نصر الدين بن ذياب الذي تلقى تعليمات خلال شهر نوفمبر الماضي بتنفيذ هجمات إرهابية في ايطاليا.

ملف من إعداد منارة تليجاني